كان من المقدر أن يلتقي روحان في المدينة القديمة بيت لحم، حيث تصطف الشوارع بالقصص العتيقة. قضى جمال، رجل مسلم شغوف بالتاريخ، حياته في استكشاف التراث الثقافي الغني للمدينة. كان معرفته بتاريخ بيت لحم لا تضاهى، وكان يفخر بمشاركة جمالها وتاريخها مع الآخرين. في جميع أنحاء المدينة، في مكتبة صغيرة ساحرة، قضت آنا، امرأة مسيحية محبة للأدب، أيامها محاطة بالكتب. كانت هوايتها المفضلة هي العثور على الجواهر الخفية بين صفحات المخطوطات القديمة، والضياع في العوالم التي أنشأها الكتاب عبر القرون. نشأت آنا في ظل كنائس بيت لحم القديمة، وكان إيمانها وحبها للقصص متداخلين، كل كتاب نافذة لعالم مختلف.
في إحدى أمسيات الربيع، بينما بدأت النجوم تتلألأ في سماء المدينة القديمة، حدث لقاء بالصدفة سيغير حياتهم إلى الأبد. كان جمال في طريقه إلى المنزل بعد محاضرة مسائية، وكانت أفكاره تغلي بتاريخ المدينة. قرر أن يسلك طريقًا مختلفًا، يقوده إلى المكتبة. كانت آنا قد انتهت من ورديتها، وخرجت لتتنفس هواء الليل البارد، حاملة معها كومة من الكتب التي استعارتها، وكان كتابها المفضل في الأعلى، وهو مجموعة من الشعر الفلسطيني. وعندما استدارت لتقفل الباب، لم تلاحظ اقتراب جمال وأسقطت الكتب بطريق الخطأ.
"أوه، أنا آسفة!" قالت آنا، منحنية لجمع الكتب المتساقطة.
ركع جمال بسرعة ليساعدها، والتقت عيونهما لأول مرة. "لا داعي للاعتذار. دعني أساعدك في جمعها."
ابتسمت آنا بامتنان. "شكراً لك. أحيانًا أكون غير حذرة."
كانت ابتسامة جمال دافئة وصادقة. "لا ضرر قد حصل. اسمي جمال بالمناسبة."
"آنا"، ردت بإبتسامة مشعة، وعينيها مليئتين بالفضول. "يسرني معرفتك يا جمال."
عندما وقفوا، وقد جمعوا الكتب بأمان، نشأ بينهم شعور بالاتصال، إحساس لم يستطع كلاهما تجاهله. وقفوا معًا تحت النجوم، وتجري محادثتهم بانسيابية. تحدثت آنا عن حبها للأدب، وأحلامها، وكتبها المفضلة، بينما شارك جمال قصص عن تاريخ بيت لحم، وشغفه بالكشف عن ماضيها، والسعادة التي يجدها في مشاركته مع الآخرين.
على الرغم من اختلافاتهم، خلقت حبهم المشترك لمدينتهم وشغفهم الفكري رابطًا جديدًا وعميقًا في آن واحد. ومع مرور الليل، ودعوا بعضهم بعضًا على مضض، وكل منهما يشعر برغبة في رؤية الآخر مرة أخرى.
"ربما يمكننا أن نلتقي مرة أخرى؟" اقترح جمال بصوت ملؤه الأمل.
ابتسمت آنا، وقلبها ينبض بإمكانية اللقاء. "أود ذلك."
بينما افترقوا، كانت نجوم بيت لحم تضيء بشدة، وكأنها تبارك ارتباطهم الجديد. لم يعرفوا أن لقاءهم سيضعهم في طريق مليء بالحب، التحديات، والرباط الغير قابل للكسر لقلوب موحدة بالقدر.